حقيقة مرض جنون البقر BSE

2


مرض جنون البقر
BSE
ناتج من فرض استخدام أدوية مضرّة على المزارعين من قبل الجهات الرسمية

جنون البقر


في عام 1986، ظهرت أوّل حالة مُسجّلة في بريطانيا لمرض BSE وهو مرض يُصيب الماشية. إنّ BSE مرض جديد يؤثّر على الجهاز العصبي للماشية ويسبب أعراض شبيهة بمرض الاختلال العقلي المُسمى الباركنسون.
صنّفت وزارة الزراعة والأسماك والغذاء MAFF الحالة الرسميّة على أنّها تلوّثٌ عابر بمرض سابق يُصيب الماشية عن طريق العلف الذي يحتوي على وجبات من لحم وعظام الماشية ويسمى (الراعوش) Scrapie. بحلول عام 1996 ارتفع عدد الأبقار المصابة بمرض BSE إلى 278000 وكذلك في عام 1989 تمَّ تحريم إطعام الماشية من العلف الذي يحتوي على اللحم.
عُزيت الحالات المتزايدة إلى مرض يصيب البشر ويسمى CJD ( حيث يصبح الدماغ على شكل فطر مليء بفجوات تسبب آلام ثم تتطوّر إلى اضطراب متزايد

يؤدي إلى الموت ) إلى العدد الكبير من المنتجات التي تحتوي على لحم بقر مُصاب.
على أيِّ حالٍ فقد أجريت إبادات شاملة لقطعان البقر في بريطانيا في عام 1996 لحلِّ هذه المشكلة وقد أصاب المرض BSE العديد من الحيوانات مثل القطط الأليفة والطيور الجارحة وكذلك الحيوانات الموجودة في حدائق الحيوان والتي تُطعم من اللحم المُصاب.
على الرغم من الاطمئنان إلى أنّ حالات مرض BSE قد انخفضت إلى عدد قليل جداً ، فإنّ عدد الحالات التي تُصيب الإنسان والمُسمّاة CJD تزايدت في بريطانيا من 27 حالة في عام 1985 إلى 42 في عام 1994 ثم إلى 55 حالة في عام 1995.
هناك ثلاثة أنواع معروفة من مرض CJD ويتشابه النوعان الأوّل والثاني مع مرض الزهايمر بالإضافة لأعراض أساسيّة مثل الاضطراب العقلي وفقدان الذاكرة ، لكنّ مرض CJD ومنذ عام 1985 أصبح له نوع ثالث جديد يوصف بفقدان إضافي لتناسق العضلات والتوازن.
هذه هي القصّة التي أُخرجت للعامّة بواسطة وسائل الإعلام وسببّت ذعر بين المستهلكين اللذين بدؤوا يتجنبون منتجات لحم البقر البريطانيّة . حتى أنّها اعتبرت حسب ما وصفتها الصحافة على أنّها ( حرب تجاريّة ) مع أوربا التي كان يترأّسها رئيس الوزراء البريطاني جون ميجور John Major بلباس فارس أبيض نموذجي.
إنَّ حقيقة الأمر هي أكبر من ذلك بكثير، و القضية سيّئة جداً ولها تداعيات كبيرة على كلِّ شخص سواء أكان من آكلي اللحوم أو من النباتيين على حدٍ سواء. وقد اكتشف مزارع يدعى Mark Purdy، وهو ينتج النباتات بالاعتماد على الزراعة العضويّة، أنّ مرض BSE وكذلك النوع الثالث من مرض CJD لم يكن بسبب شكل جديد لعدوى أسماها العلماء الذين يحققون في الأمر بـ "البريّون" (جزيئات بروتينيّة تسبب العدوى) بل بسبب عملية تسميم بواسطة أسمدة فوسفاتيّة عضويّة organo-phosphate fertilisers.
ظهرت عدة تباينات من قبل اختصاصين كانوا يشرفون على التحقيقات في هذه القضيّة منها:
1 – لا يوجد أي مزارع عضوي ( لا يستخدم المواد الكيماويّة كالمبيدات ) تعرّض لحالة من مرض BSE بالرغم من أنّه استخدم نفس العلف الذي يدعون أنه السبب الرئيسي.
2 – بالإضافة لذلك فإنَّ كل أوربا تستخدم نفس العلف ومع ذلك فقد ظهرت حالات نادرة من مرض BSE في القارّة لذلك فمن الصعب أن يكون السبب هو علف ملوّث بمرض الرعوش Scrapie، أليس كذلك؟
خلال الحرب العالميّة الثانية قامت شركة I, G, Farben (وهي شركة نازيّة للصناعات الكيماويّة والتي كانت مسؤولة عن تصنيع مادة Zyclon B التي استخدمت لقتل السجناء بالغاز، حيث استخدمت سجناء مخيّم Auschwitz في بولندا كعمّال عبيد وكفئران تجارب كيماويّة) بتطوير غاز أعصاب مصنوع من الفلورين ويعرف بـ Sarin والذي استخدمه العراق أيضاً في حرب الخليج، وهو مزيج من مواد عضويّة فوسفوريّة OP وهي شبيهة لما يستخدمه المزارعين بتركيز قليل لرش المحاصيل وقطعان الماشية لمنع اجتياح القراد ولكنّها تستخدم بتركيز أعلى قليلاً لمعالجة القطعان من اجتياح الذبابة النبريّة.
في عام 1980 بدأت وزارة الزراعة والأسماك والأغذية MAFF بحرب ضدَّ الذبابة النبريّة وفرضت على المزارعين البريطانيين أسلوب بالمعالجة وكان ذلك مرتين سنوياً وهو مستحضر من مواد عضويّة فوسفوريّة OP مركّزة تُسكب على ظهور القطيع.
ويعتبر هذا المستحضر بروتين للتسمين لذلك يتم حقنه للأبقار بواسطة الجلد. فيما بعد يتمّ امتصاص كميّة غير معروفة من هذا المستحضر و المنطقة الأكثر تأثر بهذه المادة هو النخاع الشوكي أي مركز النظام العصبي، يقتل هذا الدواء OP الذبابة النبرية عن طريق مهاجمة الجهاز العصبي وقد أبلغ عن تواجد حالات لمرض BSE في مناطق تواجد الذبابة النبرية.
لقد تم التوصل إلى حقيقة أنّه في حالة مرض BSE يتم تدمير بروتين البريون الموجود في الدماغ ويتحوّل بالتالي إلى البنية الأسفنجية المعروفة للدماغ المصاب. وقد تم التوصل أيضاً إلى أنّ مستحضر OP يلتحم مع بروتينات البريون ويسبب بتغييرات متسلسلة في خلايا الدماغ. و بحسب ما تم استنتاجه عن حالة المستحضر OP، فتم الكشف عن عنصر "التالامايد" Thalamide الذي هو جزء من عقار Thalidomide الذي سبب حالات تشوّه خُلقي كبيرة في أواخر الستينات وبدايات السبعينات ،مما يدل على أن العقل البشري يحتوي أيضاً على بروتين بريون.
كانت حالات مرض BSE أعلى بشكل ملحوظ في سويسرا و أيرلندا الشماليّة وتشترك هذه الدول مع بريطانيا في أنّها تستخدم مستحضر OP وعلى الأرجح تركيبة الفوسمت Phosmet بشكل أقوى بأربع مرّات ممّا كان يستخدم في بقيّة أوربا.
لعدّة سنوات مضت، العديد من المزارعين البريطانيين الذين استخدموا مستحضر OP راحوا يعانون من حالة مرضية مؤلمة و لم تستطيع الجهات الرسميّة تحديد هوية هذه الأعراض ( الغير معترف بها رسمياً ) على الرغم من الادعاءات العديدة التي تؤكد وجود صلة بين هذه الأعراض و المستحضر OP الذي يتم استخدامه. أما الأعراض المتزامنة مع هذا المرض فهي وعكة صحيّة مؤلمة وإرهاق وألم بالصدر وكذلك ارتجاف شبيه بالذي حصل لمرضى الباركنسون والعديد من الاضطرابات العصبيّة الأخرى. على أيِّ حالٍ فإنَّ المزارعين الذين لا يستخدمون المبيدات الكيميائيّة ( يعتمدون على الزراعة العضوية ) لم يتعرّضوا لهذه الأعراض الغامضة.
تمَّ إيجاد نسبة كبيرة من مستحضر Op في نباتات الجزر كاملة النمو في إنكلترا (يحتوي على نسبة أعلى بـ25 مرة من المسموح به). وقد اضطرّت تحقيقات وزارة الزراعة والأسماك والأغذية MAFF أنَّ 8% من الجزر يحتوي على كميّات أعلى من الحدود التي تسمح بها المواصفات القياسيّة العالميّة MRL.
يهاجم مُستحضر Ops الدماغ ويضعف الجهاز المناعي، و يعتبر بلا شك عامل أساسي في تطوّر أمراض القرن العشرين مثل الحالة المتفاقمة لعودة الأمراض المُعدية وأمراض الجهاز المناعي مثل الإيدز.
أُجريت أكثر الاختبارات أهميّة باستخدام هذه النظريّة بداية بأبحاث Purdey التي أجراها مجلس الأبحاث الطبيّة MRC التابع للحكومة في بريطانيا ولكن أظهرت هذه الأبحاث أنّها غير مُقنعة. على أيِّ حالٍ فإنَّ مجلس الأبحاث الطبيّة MRC اعترف بأنه لم يكن يستخدم بروتين البريون الحقيقي في هذه الأبحاث ولكنهم كانوا يجرون الاختبارات على بروتين بريون صناعي. هل يمكن أن تكون الحكومة ومن خلال وزارة الزراعة والأسماك والأغذية هي التي سببت ذلك عندما جعلت استخدام مستحضر Op إجبارياً وبالتالي أدّت إلى ظهور مرض BSE ؟.
إذا أقرّت الحكومة بخطأها و اعترفت بذنبها، فهذا سيفسح المجال لدعاوى قضائية هائلة ضدها و سوف تدفع تعويضات بمبالغ خيالية لا يمكن تحديدها، و هذا لا يستثني الشركات الكيماوية المسؤولة عن إنتاج مُستحضر OP مثل شركة ويلكوم Wellcome وشركة ICI .
لقد تبيّن بشكل واضح أن الحكومة كانت تستخدم أزمة مرض الـ BSE لتحقيق غايات سياسيّة معيّنة وفي نفس الوقت بقي السبب الحقيقي لمرض CJD طيَّ الكتمان..

 

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

جميع الحقوق محفوظه © ملفات غامضة

تصميم الورشه